خطيب المسجد الأقصي: ما قاله ترامب يشبه وعد بلفور المشؤوم
أكَّد الشيخ يوسف سلامة، خطيب المسجد الأقصى، أن قرار الرئيس الأمريكى قرار جائر وظالم يرفضه الشعب الفلسطينى بكل مكوناته وترفضه الأمة العربية والإسلامية، وهذا الخطاب كشف وجه أمريكا القبيح، ويشابه إلى حد كبير وعد بلفور المشؤوم، «يوم أعطى من لا يملك من لا يستحق» ونحن نرد على الرئيس ترامب ونقول: “إن مدينة القدس هى مدينة عربية إسلامية وستبقى لأنه لا قيمة لفلسطين بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون المسجد الأقصى المبارك، وقد كانت وما زالت وستبقى مدينة عربية إسلامية إلى يوم القيامة”.
الشعب الفلسطينى لن يسمح بتمرير قرار “ترامب” الجائر
وأضاف فى تصريحات صحفية، أن الشعب الفلسطينى لن يسمح بتمرير هذا القرار الجائر فقد جمع الفلسطينيين شملهم ووحدوا كلمتهم لأن قضية القدس تجمع الفلسطينيين كما تجمع أبناء الأمتين العربية والإسلامية، ونحن رأينا جميعا وقفة المقدسيين فى منتصف شهر يوليو الماضى عندما قررت قوات الاحتلال تركيب الكاميرات الخفية والبوابات الإليكترونية، كيف وقف المقدسيون وخلفهم كل الفلسطينيين والعرب والمسلمين أدوا صلواتهم فى شوارع وأزقة القدس وأجبروا سلطات الاحتلال على رفع هذه البوابات وإزالة الكاميرات.
وأضاف أن سلطات الاحتلال الإسرائيلى التى تعتبر الحليف الأقوى لأمريكا فى المنطقة حاولت المساس بالقدس بتغيير المناهج وأسماء الشوارع لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل، لأن القدس تحتل مكانة مميزة فى نفوس العرب والمسلمين، كيف لا وفيها المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثانى المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، فيها التاريخ الإسلامى العريق الذى يزرع نفسه بقوة فى كل شارع من شوارعها وفى كل حجر من حجارتها وفى جميع أزقتها ومبانيها حيث تحتضن الحضارة العربية الإسلامية.
“القدس” تلفظ المحتلين عبر التاريخ
وتابع: القدس هى العهدة العمرية التى أرسى قواعدها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ونشر العدالة والتسامح والمحبة، أن المسلمين عبر تاريخهم المشرق لم يهدموا كنيسة ولم يعتدوا على أحد وبالتالى هم يرفضون المساس بقبلتهم الأولى وبمسرى النبى “محمد”- عليه الصلاة السلام، وبالبقعة الوحيدة على وجه الأرض التى شهدت عقد قمة حضرها الأنبياء والمرسلون من “آدم” إلى “محمد”- عليهما الصلاة والسلام- يوم صلى بهم “محمد” إماما فى ليلة الإسراء والمعراج، من المسجد الأقصى فى قلب القدس سيعلن إسرافيل عليه السلام قيام الناس للحساب كما قال تعالى فى سورة «ق»: “واستمع يوم ينادى المنادى من مكان قريب”، قال بن كثير فى تفسيره المنادى هو إسرافيل عليه السلام والمكان القريب هى صخرة بيت المقدس.
وأضاف: “لقد لفظت مدينة القدس المحتلين عبر التاريخ فالتتار الذين عاثوا فى الأرض فسادا وقتلوا الخليفة فى بغداد كانوا نهايتهم فى فلسطين بجوار القدس فى عين جالوت عندما جاء قطز والظاهر بيبرس على رأس جيش من أرض الكنانة ليحرروا هذه الأرض المباركة، وفى القدس انتصر صلاح الدين على الصليبيين الذين أهلكوا الحرث والنسل، وبجوار مدينة القدس فى عكا وقف نابليون بونابرت الذى احتل بلاد الشام وشمال أفريقيا فاشلا أمام احتلال مدينة عكا، فلقد لفظت مدينة القدس المحتلين عبر التاريخ وستلفظ هذا المحتل وعلى الأرض المباركة ستتحطم جميع المؤامرات التى أعلن عنها ترامب ومن يسير فى ركبه على الأرض المباركة، فالقدس مدينة عربية إسلامية بقرار ربانى فهى آية من القرآن يوم جعلها الله تعالى توأما لمكة المكرمة، وجعل الأقصى توأما للمسجد الحرام بمكة”.
تحرك الأزهر لنصرة القدس
واستطرد: أن الإمام الأكبر شيخ الأزهر حذر من هذا الإجراء الظالم وأعلن أن الأرض ستشتعل فى الغرب قبل أن تشتعل فى الشرق نتيجة لهذا القرار الأحمق والمتهور، واليوم أكد الأزهر الشريف رفضه لهذا القرار الباطل وتنادى إلى عقد مؤتمر يتحدث فيه المجتمعون عن مدينة القدس ونبارك هذه الخطوة وندعو المرجعيات الشرعية إلى القيام بدورها وخطباء المساجد والتحدث فى خطبهم عن مكانة الأقصى والقدس فى عقيدة الأمة، لأن مدينة القدس يرتبط بها المسلمون ليس ارتباطا انفعاليا عابرًا بل هو ارتباط عقدى لأن حادثة الإسراء من المعجزات، ولأن المعجزات جزء من العقيدة الإسلامية، فلا مبرر للمسلمين اليوم أن يتأخروا عن نصرة القدس بعد اسمعوا هذا الإجراء الظالم والتصرف الأحمق، فهذه الأمة هى خير أمة أخرجت للناس وعليها أن تتعالى على الجراح وأن تتناسى الخلافات مهما كانت مؤلمة، وأن تجمع شملها وترص صفوفها وأن توحد كلمتها لتكون دائما كما كانت هى الأمة الرائدة والقائدة التى عاش الناس فى ظلها حياة كريمة.
وشكر خطيب الأقصى، شيخ الأزهر، على رفضه لهذا القرار الجائر ولدعوته لخطباء الجمعة أن يتحدثوا عن الأقصى، مضيفًا: “ندعو أن يكون بمعدل كل شهر مرة أن يتحدث الخطباء عن القدس والأقصى حتى تبقى القضية حية فى أذهان وعقول أبناء الأمة”.